في أحــــــدى ليالي الشتاء الباردة..كانـــــــت تجلس تلك العائلة أمام الموقـــــد تندب حظــــــها،
لشـــــدة فقـــــــرهم،لكـــــثرة معاناتـــــــهم،لأمالهـــــم المحطـــــمة التي فقدت حلاوتها بعد مرور السنين والأيام.
كان الأب أشبــــــــه بالأخرس،يجلـــــس صامتــــــا ويفكـــر فيما سيفعله،أما الزوجـــة وبناتهــا الأربعة،فقد بكيــــــن كثيـــرا حتى جفــــــــت دموعــــــهن.
وفجـــــأة سمعــــت الأم وبناتها صوت الأب بعد صمـــــــت طويــــل يقول:غدا سأقتــــرض مبلـــــغا من صديقـــــــي وسنسافر الى خارج البلاد،لقـــــد حان الوقــــــت للعمــــــل،لـــــن نبكــــي مجددا.
ساد الصمــــــت في الغرفـــــــة،وشعـــرت الأم وبناتهــــــا مدى جديـــــة جملة الأب المقتضبــــة.
وفي اليوم التالي،ذهــــــب الأب الى صديــــــقه الغنـــــــي وطلـــب منه أن يقرضه ألف دينـــار،فوافق الصديــــــق بســـرعة أدهشــــــت الأب،حيث توقـــــع الرفــــض في أي لحظــــــة.
لكن الصديق قد وافق وذلك لثقته الشديـــدة بصديقــــه،وأتفقا على موعـــد إعادة القرض.وعاد الأب الى بيتـــــه المهـــــدم مســـرورا ليخبر زوجــــــــته وبناتــــــه بالأمر.
سافر الأب وزوجته وبناته بعد عدة أيام لخارج البلاد،وهنـــــاك وجـــد الأب عمـــلا ممتازا،حيث ربح أضعاف المبلغ الي اقترضــــــه،وفي يوم من الأيام مرضــــــــت زوجـــــــــته مرضـــــا شديـــدا،ولازمـت الفراش أسبــــوعا،ومن ثم توفيــــــت من شدة الألم.
حزن الأب وبناتـــــــه الأربعـــــة أشد الحزن على الأم حيث لم يفكـــــروا أن تحطـــم أمالهم مجددا بهاذا الوقــــــــت،الذي وجــــــدوا به المال والســــــعادة ولم يعـــــد الفقـــر بالنسبة لهــــم سوى ذكـــرى بائســــــة عاشــــــوها.
نســــــي الرجـــــل موعـــــد إعادة القرض لصديـــــقه وذلك لشـــدة حزنه على زوجـــــــته ولم يفكـــر في هذا الأمر،لأنه كان منهمكا في التفكـــــير كيــــــف يسعـــد بناته بعد أن فقدن أمهـن.!
ومرت الأيـــام والأشهر والصديـــــق الغنـــــي ينتظـــــر صديـــقه،وبات يقنع نفسه أن صديـــقه لن يخونــــــه،وأنه من المؤكد أن شيء قد حــل به فنسي الموعــــــــد!
وفي أحد الليالي شاهد الأب زوجــــته في المنـــــام تقول له:الأمانـــة ،متى تستعيد الأمانـــة؟!،استيقــــــظ الأب فزعـــا يضرب رأسه ويقول ما أغبــــاني كيف نسيـــت الموعـــــــد كيف؟؟!،لا شك أن صديقي ينتهرنــــــي ويبغضني كثيرا الان،أفكـــار مشوشـــة دارت في رأسه وكادت أن تفجـــر رأسه!،فلم يعد يحتمـــــــل ذلك،نهــــــض مسرعا وأفاق بناته الأربعة من النوم،جهزوا أنفسهــــــم ليعودوا لبلادهم،تاركـــــا عمله خلـــــــفه لشدة حرصه على أمانــــــته،وحيــــــن وصـــــل الى بلاده أســـرع نحـــو بيت صديقه ليعيـــــــد القرض،فقابــــل صديقـــه وأخبـــــــره بما حــــــل به،فقال الصديق الغني:كنت متأكدا أنك ستأتي مهمــــا حصــــــل فأنت رجــل اميــــــن وأحمــــد الله أنــــــك لم تخذلــــني يا صديــــــقي!.
__________________
ReEM WaTtAd